‏إظهار الرسائل ذات التسميات نوادر العرب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات نوادر العرب. إظهار كافة الرسائل

السبت، 24 ديسمبر 2016

من نوادر الفقهاء 2

5:27 م
من نوادر الفقهاء:

* جاء رجل إلى بعض الفقهاء، فقال له: أنا أعبد الله على مذهب الإمام ابن حنبل، وإني توضأت وصليت، فبينما أنا في الصلاة إذ أحسست ببلل في سراويلي يزلق، فشممته، فإذا رائحته كريهة خبيثة. فقال الفقيه: عافاك الله، خريت بإجماع المذاهب.

* سأل رجل الشعبي عن المسح على اللحية، فقال: خللها. قال الرجل: أتخوف أن لا نبلها! فقال الشعبي: إن تخوفت فانقعها من أول الليل.

* سكن بعض الفقهاء بيتا سقفه يقرقع في كل وقت، فجاء صاحب البيت يطلب الأجرة، فقال له الفقيه: أصلح السقف فإنه يقرقع. قال: لا تخف، فإنه يسبّح الله تعالى! فقال الفقيه: أخشى أن تدركه رقة فيسجد.

* سأل رجل بعض الفقهاء عن القبلة للصائم في رمضان، فقال: تُكره للشاب، ويُرخص فيها للشيخ. قال: إنها في معشوقة. فقال الفقيه: يا ابن أخي، هذا يُكره في شوال.

* دخل رجل من الحمقى على الشعبي وهو جالس مع امرأته، فقال: أيكما الشعبي؟ فقال: هذه، وأشار إلى امرأته. فقال: الأحمق: ما تقول، أصلحك الله، في رجل شتمني أول يوم في رمضان، هل يؤجر؟ فقال الشعبي: إن قال لك (يا أحمق) فإني أرجو له.

* تقدم رجل إلى أحد الفقهاء، فسأله: الرجل إذا خرجت منه الريح، تجوز صلاته؟ قال: لا. فقال الرجل: قد فعلت أنا، وجاز.

* كان يجلس إلى أبي حنيفة رجل يطيل الصمت، فأعجب ذلك أبا حنيفة، فأراد أن يبسطه، فقال له: يا فتى، ما لك لا تخوض فيما نخوض فيه؟ فقال الفتى: متى يحرم على الصائم الطعام؟ فقال أبو حنيفة: أنت رجل أعرف بنفسك!

* جاء رجل إلى الشعبي، وقال: إني تزوجت امرأة وجدتها عرجاء، فهل لي أن أردها؟ فقال له: إن كنت أردت أن تسابق بها، فردها.

* عاد الشعبي ثقيل، فأطال الجلوس، ثم قال: ما أشد ما مر عليك في مرضك؟ قال: قعودك عندي.

* دخل أبو شهاب الصعلوكي على أبي الحسن القاضي في يوم بارد، والنار تتوقد بين يديه، فقال: أيها الفقيه، إلى النار! فقال القاضي: أنت أولى بها صليا.

* جاء رجل إلى فقيه، فقال: أفطرت يوما في رمضان. فقال: اقض يوما مكانه. قال: قضيت، وأتيت أهلي وقد عملوا مأمونية، فسبقتني يدي إليها، فأكلت منها. فقال: اقض يوما آخر مكانه. قال: قضيت، وأتيت أهلي وقد عملوا هريسة، فسبقتني يدي إليها. فقال: أرى أن لا تصوم إلا ويدك مغلولة إلى عنقك.

* وقع بين الأعمش وبين امرأته وحشة، فسأل بعض أصدقائه من الفقهاء أن يرضيها ويصلح بينهما، فدخل إليها وقال: إن أبا محمد شيخ كبير، فلا يُزهدنك فيه عمش عينه، ودقة ساقيه، وضعف ركبتيه، ونتن بطنه، وبخر فمه، وجمود كفه! فقال له الأعمش: قم، قبحك الله، فقد أريتها من عيوبي ما لم تكن تعرفه.

* قال ابن أبي ليلى لأبي حنيفة: أيحل النبيذ وبيعه وشراؤه؟ قال: نعم. قال: أفيسرك أن أن أمك نباذة؟! فقال أبو حنيفة: أيحل الغناء وسماعه؟ قال: نعم. قال: أفيسرك أن أمك مغنية؟!

* قال أبو حنيفة للأعمش، وأتاه عائدا له في مرضه: لولا أن أثقل عليك يا أبا محمد، لعدتك والله في كل يوم مرتين. فقال له الأعمش: والله يا ابن أخي، أنت ثقيل علي وأنت في بيتك، فكيف لو جئتني في كل يوم مرتين؟!

* جاء رجل إلى فقيه، فقال: أنا رجل أفسو في ثيابي حتى تفوح رائحتي، فهل يجوز لي أن أصلي في ثيابي؟ فقال الفقيه: نعم، لكن لا كثر الله في المسلمين أمثالك!

* سئل بعض القصاص عن نصراني، قال لا إله إلا الله، لا غير، ثم مات، أين يدفن؟ قال: يدفن بين مقابر المسلمين والنصارى ليكون مذبذبا لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.

من نوادر الفقهاء

5:18 م

كان الشيخ صفي الدين الهندي ، محمد بن عبد الرحيم ، الفقيه الشافعي ، المتوفى سنة 715 هـ - رجلاً ظريفاً ساذجاً ، فيحكى أنه قال :
وجدت في سوق الكتب مرة كتاباً بخط ظننته أقبح من خطي ، فغاليت في ثمنه واشتريته لأحتج به على من يدعي أن خطي أقبح الخطوط ، فلما عدت إلى البيت وجدته بخطي القديم


----------------------------------


وروى علي بن العباس قال : سمعت الحسيني بن عمرو العنقري يقول :
دق رجل على أبي نعيم الفضل بن دكين الباب ، فقال : من ذا ؟
قال : أنا .
قال : من أنا ؟
قال : رجل من ولد آدم .
فخرج إليه أبو نعيم ، وقبّله ، وقال : مرحباً وأهلاً ، ماظننت أنه بقي من هذا النسل أحد.


---------------------------------

قال الحافظ محمد بن طاهر :
سمعت أبا إسحاق الحبال يقول : كنا يوماً نقرأ على شيخ ، فقرأنا قوله عليه السلام : ( لا يدخل الجنة قتات ) ، وكان في الجماعة رجل يبيع القت – وهو علف الدواب – فقام وبكى ، وقال : أتوب إلى الله ، فقيل له : ليس هو ذاك ، لكنه النمام الذي ينقل الحديث من قوم إلى قوم يؤذيهم ، قال : فسكن وطابت نفسه .


---------------------------------


عن الأعمش قال:
أتى رجل إلى الشعبي فقال : ما اسم امرأة ابليس ؟ فقال : ذلك عُرس ما شَهدِتُه .
- روى مجالد ، أن رجلاً مغفلاً لقي الشعبيّ ومعه امرأة تمشي ، فقال : أيُكما الشعبيُّ ؟ قال : هذه .


---------------------------------


عن أحمد بن المعدل قال :
كنت عند ابن الماجشون ، فجاءه بعض جلسائه ،
فقال : يا أبا مروان أعجوبة ، خرجت إلى حائطي بالغابة ، فعرض لي رجل ،
فقال : اخلع ثيابك .
قلت : لم ؟
قال : لأني أخوك ، وأنا عريان .
قلت : فالمواساة .
قال : قد لبستها برهة .
قلت : فتعريني .
قال : قد روينا عن مالك أنه قال : لابأس للرجل أن يغتسل عرياناً .
قلت : تُرى عورتي .
قال : لو كان أحد يلقاك هنا ما تعرضت لك .
قلت : دعني أدخل حائطي ، وأبعث بها إليك .
قال : كلا ، أردت أن توجه عبيدك فأُمسك .
قلت : أحلف لك .
قال : لاتلزم يمينك للص .
فحلفت له لأبعثن بها طيبة بها نفسي .
فأطرق ثم قال : تصفحت أمر اللصوص من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا فلم أجد لصاً أخد بنسيئة [ أي : مؤجلاً ] فأكره أن أبتدع . فخلعت ثيابي له .


-------------------------------
أشأم من طويس

أحدُ من يُضرب به المثل في صناعة الغناء . اسمه :أبو عبد المنعم عيسى بن عبد الله ، وكان أحول طُوالاً .
وكان يُقال : أشأم من طويس ، قيل : لأنه ولد يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وفُطم يوم موت أبي بكر ، وبلغ يوم مقتل عُمر ، وتزوج يوم مقتل عُثمان ، وولد له يوم مقتل عليّ ، رضي الله عنهم .


------------------------------


السلام عليك يا قاضي الشياطين
حكي أن محمد بن محمد بن عبد الرحيم المعروف بالزغبي المتوفى سنة 978هـ ، دخل مرة على بعض القضاة بدمشق فقال : السلام عليكم يا قاضي الشياطين.
فغضب منه القاضي ، فقال له : لا تغضب واصبر حتى أبين لك إذا كان لأحد عندي حق فدفعته إليه ولم أظلمه منه شيئاً أو كان لي عند أحد حق فأعطاني حقي أترانا نجيء إليك ؟ حتى إذا أراد أحدنا أن يظلم الآخر أو جحد شيئاً من حقه أو استطال عليه جئنا إليك، فأنت لست بقاضي المحقين وإنما أنت قاضي المبطلين والشياطين. فسري عن القاضي وانبسط معه

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016

طرائف لغوية

6:44 م

حمران وصدوف ..


كان حمران الجعدي من فصحاء العرب في الجاهلية , وإنه خصب امرأة اسمها "صدوف " , وكانت إمرأة بليغة فصيحة , وكنت غنية , وكانت ترد كل الخطاب الذين تقدموا لها , وتقول : لا أتزوج إلا من يعلم ما أساله عنه ويجيبني بكلام على حده لا يعدوه , فلما انتهى إليها حُمران قام قائماً لا يجلس , فقالت : ما يمنعك عن الجلوس ؟ قال : حتى يؤذن لي , قالت : اجلس ,فجلس , قالت: ما أردت ؟ قال : حاجة ولم آتيك لحاجة , قالت : تسرها أم تعلنها ؟ قال : تسر وتعلن .قالت : فما حاجتك : قال : قضاؤها هين وأمرها بين , وأنت بها أخبر , وبنجحها أبصر , قالت : من أنت ؟ قال: أنا بشر , ولدت صغيراً , ونشأت كبيراً , ورأيت كثيراً .قالت ما اسمك ؟ قال: من شاء أحدث أسماً وقال ظلماً , ولم يكن الاسم عليه حتماً .قالت : فمن أبوك ؟ قال : والدي الذي ولدني , ووالده جدي ,فم يعش بعدي .قالت فما مالك ؟ قال : بعضه ورثته , واكثره اكتسبته .قالت : أين تنزل : قال : على بساط واسع , في بلد شاسع , قالت : فهل لديك امرأة ؟ قال : لو كانت لي لم أطلب غيرها ,ولم أضيع خيرها ,قالت :كأنك ليست لك حاجة , قال: لو لم تكن لي حاجه لم أنخ ببابك ,ولم أتعرض لجوابك , وأتعلق بأسبابك ,قالت : إنك لحمران الجعدي ؟ قال : إن ذلك ليقال .فأعجبت به وبفصاحته وقبلت به وتزوجا .
 

وهل فهمت منك شيئاً ؟


كان رجل اسمه أبو علقمة من المتقعِّرين في اللغة واستعمال حوشي الكلام وغريب اللفظ , فقد دخل عليه طبيب فقال :
إني أكلتُ من لحوم هذه الجوازل (فرخ الحمام ) , فطسئت طاسأةً (تخمت ) , فأصابني وجعٌ بين الوابلة (طرف العضد بالكتف ) , إلى دأية (فقرات ) العنق , فلم يزل يربو وينمى , حتى خالط الخلب (حجاب الكبد ) , فألمت له الشراسفُ , فهل عندك دواء ؟
فقال الطبيب : خذ خربقاً وشلقفاً وشبرقاً , فزهزقهُ وزقزقه واغسله بماء روثٍ واشربه بماء الماء.
فقال أبو علقمة : أعد عليَّ ويحك , فإنّي لم أفهم منك !
فقال له الطبيب : لعن الله أقلنا إفهاماً لصاحبه , وهل فهمتُ منك شيئاً مما قلت ؟ !
 

إني أرى شيئاً أحمر!


كان هناك شيخ يتعاطى النحو و كان له ابن فقال لابنه : إذا أردت أن تتكلم بشيء فاعرضه على عقلك , وفكّر فيه بجهدك , حتى تقوَّمه ثم أخرج الكلمة مقَّومة .
فبينما هما جالسان في بعض الأيّام في الشتاء , والنار تتقد , وقعت شرارة في جُبَّة خَزٍّ كانت على الأب وهو غافل والابن يراه , فسكت ساعة يفّكر ثم قال : يا أبتِ , أريد أن أقول شيئاً فتأذن لي فيه ؟
قال أبوه :إن حقاً فتكلّم , قال أراه حقاً , فقال : قل .
قال : إنِّي أرى شيئاً أحمر , قال ما هو ؟
قال:شرارة وقعت في جبّتك .فنظر الأب إلى جُبّته وقد أحترق منها قطعة , فقال للا بن : لمَ لمْ تُعلمني سريعاً ؟
قال : فكرتُ فيه كما أمرتني , ثم قوَّمت الكلام وتكلّمت فيه.
فحلف أبوه بالطلاق أن لا يتكلم بالنحو أبداً .
 

ما تَراك الأَعرابيُّ لنا عُذرًا في وَاحِدة 


قيل إنّ بعض وفود العرب قدموا على عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ، وكان فيهم شابٌ ، فقام وتقدم وقال : يا أمير المؤمنين ، أصابتنا سنون ؛ سَنَةٌ أذابت الشحم ، وسَنَةٌ أكلت اللحم ، و سَنَةٌ أذابت العظم ، وفي أيديكم فُضُول أموال ، فإن كانت لنا فَعَلاَمَ تمنعونها عنا ! وإن كانت لله ففرِّقوها على عباد الله ، وإن كانت لكم فتصدقوا بها علينا إنَّ الله يجزي المتصدقين . فقال عمر بن عبد العزيز : ما تَراك الأَعرابيُّ لنا عُذرًا في وَاحِدة .
ومن ذلك قولهم : وقفت امرأة على قيس بن سعد بن عبادة ، فقالت : أشكو إليك قِلّة الجرذان . فقال : ما أحسن هذه الكناية ! املؤوا لها بيتها لحمًا وخبزًا وسمنًا .

الأحد، 18 ديسمبر 2016

قصة الشاب التقي مع التفاحة

9:31 م

قصة الشاب التقي مع التفاحة


يحكى أنه في القرن الأول الهجري كان هناك شاباً تقياً يطلب العلم ومتفرغ له ولكنه كان فقيراً وفي يوم من الأيام خرج من بيته من شدة الجوع ولأنه لم يجد ما يأكله فانتهى به الطريق إلى أحد البساتين والتي كانت مليئة بأشجار التفاح وكان أحد أغصان شجرة منها متدلياً في الطريق ... فحدثته نفسه أن ياكل هذه التفاحة و يسد بها رمقه ولا أحد يراه ولن ينقص هذا البستان بسبب تفاحة واحدة ... فقطف تفاحة واحدة وجلس يأكلها حتى ذهب جوعه ولما رجع إلى بيته بدأت نفسه تلومه وهذا هو حال المؤمن دائماً جلس يفكر ويقول كيف أكلت هذه التفاحة وهي مال لمسلم ولم استأذن منه ولم استسمحه فذهب يبحث عن صاحب البستان حتى وجده فقال له الشاب يا عم بالأمس بلغ بي الجوع مبلغاً عظيماً وأكلت تفاحة من بستانك من دون علمك وهذا أنا اليوم استأذنك فيها فقال له صاحب البستان . والله لا أسامحك بل أنا خصيمك يوم القيامة عند الله بدأ الشاب المؤمن يبكي ويتوسل إليه أن يسامحه وقال له أنا مستعد أن اعمل أي شيء بشرط أن تسامحني وتحللني وبدأ يتوسل إلى صاحب البستان  وصاحب البستان لا يزداد إلا إصراراً وذهب وتركه والشاب يلحقه ويتوسل إليه حتى دخل بيته وبقي الشاب عند البيت ينتظر خروجه إلى صلاة العصر... فلما خرج صاحب البستان وجد الشاب لا زال واقفاً ودموعه التي تحدرت على لحيته فزادت وجهه نورا غير نور الطاعة والعلم فقال الشاب لصاحب البستان يا عم إنني مستعد للعمل فلاحاً في هذا البستان من دون اجر باقي عمري أو أي أمر تريد ولكن بشرط أن تسامحني عندها... اطرق صاحب البستان يفكر ثم قال يا بني إنني مستعد أن أسامحك الآن لكن بشرط فرح الشاب وتهلل وجهه بالفرح وقال اشترط ما بدى لك يا عم فقال صاحب البستان شرطي هو أن تتزوج ابنتي !ا صدم الشاب من هذا الجواب وذهل ولم يستوعب بعد هذا الشرط ثم أكمل صاحب البستان قوله ... ولكن يا بني اعلم أن ابنتي عمياء وصماء وبكماء وأيضاً مقعدة لا تمشي ومنذ زمن وأنا ابحث لها عن زوج أستأمنه عليها ويقبل بها بجميع مواصفاتها التي ذكرتها فإن وافقت عليها سامحتك صدم الشاب مرة اخرى بهذه المصيبة الثانية وبدأ يفكر كيف يعيش مع هذه العلة خصوصاً انه لا زال في مقتبل العمر؟ وكيف تقوم بشؤونه وترعى بيته وتهتم به وهي بهذه العاهات ؟ بدأ يحسبها ويقول اصبر عليها في الدنيا ولكن انجو من ورطة التفاحة !!ا ثم توجه إلى صاحب البستان وقال له يا عم لقد قبلت ابنتك وأسال الله أن يجازيني على نيتي وأن يعوضني خيراً مما أصابني فقال صاحب البستان .... حسناً يا بني موعدك الخميس القادم عندي في البيت لوليمة زواجك وأنا أتكفل لك بمهرها فلما كان يوم الخميس جاء هذا الشاب متثاقل الخطى... حزين الفؤاد... منكسر الخاطر... ليس كأي زوج ذاهب الى يوم عرسه فلما طرق الباب فتح له أبوها وادخله البيت وبعد أن تجاذبا أطراف الحديث قال له يا بني... تفضل بالدخول على زوجتك وبارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما على خير وأخذه بيده وذهب به إلى الغرفة التي تجلس فيها ابنته فلما فتح الباب ورآها .... فإذا فتاة بيضاء اجمل من القمر قد أنسدل شعرها كالحرير على كتفيها فقامت ومشت إليه فإذا هي ممشوقة القوام وسلمت عليه وقالت السلام عليك يا زوجي ....أما صاحبنا فهو قد وقف في مكانه يتأملها وكأنه أمام حورية من حوريات الجنة نزلت إلى الأرض وهو لا يصدق ما يرى ولا يعلم ما الذي حدث ولماذا قال أبوها ذلك الكلام ... ففهمت ما يدور في باله فذهبت إليه وصافحته وقبلت يده وقالت إنني عمياء من النظر إلى الحرام و بكماء من النظر إلى الحرام وصماء من الاستماع إلى الحرام ولا تخطو رجلاي خطوة إلى الحرام .... وإنني وحيدة أبي ومنذ عدة سنوات وأبي يبحث لي عن زوج صالح فلما أتيته تستأذنه في تفاحة وتبكي من أجلها قال أبي أن من يخاف من أكل تفاحة لا تحل له حري به أن يخاف الله في ابنتي فهنيئا لي بك زوجاً وهنيئاً لأبي بنسبك وبعد عام أنجبت هذا الفتاة من هذا الشاب غلاماً كان من القلائل الذين مروا على هذه الأمة.
 أتدرون من ذلك الغلام ?? إنه الإمام أبو حنيفة صاحب المذهب الفقهي المشهور.

 نسأل الله ان يزقنا وإياكم مثل تلك التفاحة.

جمع الجواهر في المُلح والنوادر

5:11 م
جمع الجواهر في المُلح والنوادر

ذكر كتاب “جمع الجواهر في المُلح والنوادر” لأبي إسحاق إبراهيم بن علي الحصري القيرواني، الصادر في القاهرة عن دار إحياء الكتب العربية، مجموعة من الأخبار والطرائف والنوادر الاجتماعية، نورد منها:

- نصب رجل مع رفقاء له قدراً، وجعل فيها لحماً. فلما كاد أن ينضج، نشل بعضهم قطعة وقال: تحتاج إلى ملح. ونشل آخر قطعة وقال: تحتاج إلى توابل، ونشل آخر قطعة وقال: تحتاج إلى بصل. فرفع الرجل القِدر وقال: والله تحتاج هذه القِدر إلى لحم.

- طبخ بعض البخلاء قدراً، فقعد هو وامرأته يأكلان، فقال: ما أطيب هذا القدر لولا الزحام! قالت: أي زحام ها هنا؟ إنما أنا وأنت! قال: كنت أحب أن أكون أنا والقدر؟

- كان بعض الأكاسرة يتطِّير. فلقيه رجل أعور، فأمر بحبسه. فأقام مدة، ثم أطلقه. فتعرَّض له فقال: لمَ حبستني؟ قال: تشاءمت بك. قال: فأنت أشأم مني؛ خرجت من قصرك فلقيتني فلم تر إلا خيراً، وخرجتُ أنا فلقيتك فحبستني. فقال الملك: صدق. وأمر له بصلة “راتب”.

- أتى رجل نخاساً فقال: اشتر لي حماراً ليس بالصغير المحتقر، ولا بالكبير المشتهر، إن أشبعته شكر، وإن أجعته صبر، وإن خلا الطريق تدفق، وإن كثر الزحام ترفق، إن ركبته هام، وإن ركبه غيري نام. فقال له النخاس: أنظرني قليلاً، فإن مسخ الله فلاناً حماراً اشتريته لك!.

- سُئل أحدهم عن رجل فقال: رزين المجلس، نافذ الطعنة. فحسبوه سيداً! فإذا هو خياط، يقصد برزين المجلس أنه طويل الجلوس، ونافذ الطعنة أي نافذ الإبرة!.

- طلب العتبيُّ بعد ثمانين سنة أن يتزوج، فقيل له في سبب ذلك فقال: أولاد الزمان فسدوا، فأردتُ أأن أذلهم باليتم، قبل أن يذلوني بالعقوق!.

- خصّ والد أحد ولديه بهدية ثمينة دون ابنه الآخر، فسمع بذلك الابن الثاني فكتب لأبيه شعراً:

ليس لي بعد إلهي مشتكى إلا إليكا وأخي في الفضل مثلي وكلانا في يديكا لا تفضله عليَّ بالحبا من ناطريكا إنما ابناك كعينيكَ فداوي مقلتيكا إن أذقت العين كحلا هاجت الأخرى عليكا

فاستجاب الوالد، وأرسل له هدية مثلها.

- كانت امرأة سقراط كثيرة الأذى له، وقد أقبلت يوماً تشتمه وهو ينظر في كتاب ولا يلتفت إليها، وهي تغسل ثوباً، فأخذت الغسالة وأراقتها عليه، فقال: ما زلت تُبرقين وترعدين حتى أمطرت!.

- كان أبو الحارث حسين يُظهر لجارية من المحبة أمراً عظيماً. فدعته، وأخَّرت الطعام إلى أن ضاق. فقال لها: ما لي لا أسمع للغداء ذكراً؟ فقالت: يا سبحان الله! أما يكفيك النظرُ إلي، فقال: لو جلس جميل وبثينة من بكرة إلى هذا الوقت لا يأكلان طعاماً، لبصق كل واحد منهما في وجه صاحبه!.

- عوتب طفيلي على التطفل فقال: والله ما بُنيت المنازل إلا لتدخل، ولا نُصبت الموائد إلا لتؤكل، وإني لأجمع في التطفيل خصالاً جيدة، فأدخل مجالساً، وأقعد مستأنساً، وأنبسط وإن كان ربُّ الدار عابساً، ولا أتكلف مغرماً، ولا أنفق درهماً، ولا أُتعب خادماً!.

- قيل لبشار بن برد: إن فلاناً يزعم أنه لا يبالي بلقاء واحد أو ألف. فقال: صدق، لأنه يفر من الواحد كما يفر من الألف!.

- صعد ابن زهير الخُزاعي جبلاً، فأعيا وسقط كالمغشي عليه، فقال: يا جبل ما أصنع بك؟ أأضربك؟ لا يوجعك. أأشتمك؟ لا تبالي. يكفيك يوم تكون الجبال كالعهن المنفوش!.

- قالت الخنفساء لأمها: ما مررتُ بأحد إلا بصق علي! قالت: يا بُنية لحسنك تُعوَّذين.

الخميس، 15 ديسمبر 2016

نوادر الحكام و الولاة

7:28 م
ومن أحسن ما يُحكى أنَّ رجلاً كان مع بعض الصالحين ،فمرَّ على جماعةٍ يشربون ويغنُّون،فقال الرجل : يا سيدى ، ادع على هؤلاء المجاهرين بالمنكر ..قال : اللهمَّ كما فرَّحتهم فى الدنيا ، فرِّحهم فى الآخرة .. فبُهت الرجل ،فلم تمض مدة ، حتى اهتدى كل منهم وحسن حاله .

**************


قيل انه آتي الحجاج صندوق مقفل، كان قد أصيب من خزائن كسري، فأمر بالقفل فكسر ، ولما فتحه وجد فبه صندوقا آخر مقفلا، قفال الحجاج : من يشتري هذا الصندوق المقفل بما فيه ؟ولا ادري ما فيه...فتزايد عليه أصحاب الحجاج حتي بلغ ثمنه خمس مائة آلاف درهم فأخذه الحجاج وسلمه إلي مشتريه وطلب من المشتريان يفتحه أمامه ليري ما يحويه بداخله،ففتحه صاحبه بين يدي الحجاج فإذا بورقه بداخله مكتوب عليها:"من اراد ان تطول لحيته فليمشطها من اسفل"فضحك الحجاج وضحك معه كل من كان شاهدا لهذه البيعة.


**************


دخل يزيد بن منصور الحميري على المهدي وبشار بن برد بين يديه ينشده قصيدة امتدحه بها ،فلما فرغ من شعره أقبل عليه يزيد وكانت فيه غفلة فقال : يا شيخ ما صناعتك ؟
فقال بشار : أثقب اللؤلؤ .فضحك المهدي ثم قال لبشار : أغرب ويلك أتتنادر على خالي ؟
فقال بشار : ما أصنع به ؟ يرى شيخاً أعمى ينشد الخليفة شعرا ويسأله عن صناعته.


**************

دخل شاعرٌ على ملك وهو على مائدته فأدناه الملك إليه وقال له : أيها الشاعر قال نعم أيها الملك ,
قال الملك : " و ا " ,فقال الشاعر على الفور , " إنّ " ,فغضب الملك غضباً شديداً وأمر بطرده فتعجّب الناس وسألوه : لم نفهم مالذي دار بينكما أيها الملك ,
أنت قلت " وا "وهو قال " إنّ" فما " وا " و"إنّ
"قال : أنا قلت له : "وا"أعني قول الله تعالى " والشعراء يتبعهم الغاوون "
فردّ عليّ وقال : "إنّ"يعني قوله تعالى " إنّ الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة".


***************

ذهب أحد الأشخاص إلى الخياط ليخيط له ثوباً فلما استلم الثوب وجد فيه بعض العيوب فذهب إلى الخياط فقال له : إني وجدت في الثوب بعض العيوب فسكت برهة ثم بكى فقال الرجل للخياط : ما أردت أن أخذلك سوف آخذ الثوب بالعيوب ،قال الخياط : و الله ما لهذا بكيت ،و إنما أبكي لأني اجتهدت في خياطته و ظهرت فيه كل هذه العيوب و اجتهدت في عبادة ربي سبحانه فيا ويلي كم فيها من العيوب.


***************


شكا بعض أهل الأمصار والياً إلى المأمون فكذبهم و قال : قد صح عندي عدله فيكم و إحسانه إليكم فاستحيوا أن يردوا عليه ،فقام شيخ منهم و قال : يا أمير المؤمنين :
قد عدل فينا خمسة أعوام فاجعله في مصر غير مصرنا حتى يسع عدله جميع رعيتك و تربح الدعاء الحسن ،فضحك المأمون و استحيا منهم و صرف الوالي عنهم.

 

نوادر طريفة و مضحكة

12:45 م
وقع بين الأعمش وزوجته وحشة ،

فسأل بعض أصحابه الفقهاء أن يرضيها ويصلح مابينهما .
فدخل اليها وقال : إن أبامحمد شيخ كبير فلايزهدنك فيه عمش عينيه، ودقة ساقيه ، وضعف ركبتيه ، وجمود كفيه .
فقال له الأعمش: قبحك الله ، فقد أريتها من عيوبي مالم تكن تعرفه.
 
                               --------------------------------------------------------------------

وقف أعرابي معوج الفم أمام أحد الولاة فألقى عليه قصيدة في الثناء عليه التماساً لمكافأة,ولكن الوالي لم يعطه شيئاً وسأله:ما بال فمك معوجاً فرد الشاعر:لعله عقوبة من الله لكثرة الثناء بالباطل على بعض الناس.

                              ----------------------------------------------------------------------

جاء رجل إلى الشعبي – وكان ذو دعابة –وقال:إني تزوجت امرأة ووجدتها عرجاء,فهل لي أن أردها ؟فقال إن كنت تريد أن تسابق بها فردها!


                            ------------------------------------------------------------------------

شوهد مؤذن يؤذن وهو يتلو من ورقة في يده قيل له اما تحفظ الآذان فقال: اسألوا القاضي فآتوا القاضي: فقالوا السلام عليكم فاخرج القاضي دفترا وتصفحه وقال وعليكم السلام
                            -------------------------------------------------------------------------

صلام عليكم يا أباسالح !عن بكر الصيرفي ، سمعت أبا علي صالح بن محمد [ الملقب جزرة ]قال دخلت مصر فإذا حلقة ضخمة ،فقلت :من هذا ؟قالوا : صاحب نحو .فقربت منه ، فسمعته يقول : ما كان بصاد جاز بالسين .فدخلت بين الناس ، وقلت : صلام عليكم يا أبا سالح ، سليتم بعد ؟فقال لي : يارقيع ! أي كلام هذا ؟قلت : هذا من قولك الآن .قا ل : أظنك من عياري بغداد ؟!قلت : هو ماترى .نزهة الفضلاء 2/1012

                            --------------------------------------------------------------------------

مات أحد المجوس وكان عليه دينٌ كثير،فقال بعض غرمائه لولده : لو بعت دارك ووفيت بها دين والدك ..فقال الولد: إذا أنا بعت داري وقضيت بها عن أبي دينه فهل يدخل الجنة ؟فقالوا : لا ..قال الولد : فدعه في النار وأنا في الدار !
                         
                           ----------------------------------------------------------------------------


جلس أشعب عند رجل ليتناول الطعام معه ، ولكن الرجل لم يكن يريد ذلك ..فقال إن الدجاج المعدّ للطعام بارد ويجب أن يسخن ؛ فقام وسخنه ..وتركه فترة فقام وسخنه ..وتركه فترة فبرد فقام مرة أخرى وسخّنه ...وكرر هذا العمل عدة مرات لعل أشعب يملّ ويترك البيت !!فقال له أشعب :أرى دجاجك وكأنه آل فرعون ؛ يعرضون على النار غدوا وعشيا
                            -----------------------------------------------------------------------------

يحكى ابن العماد الحنبلى فى كتابه (شذرات الذهب فى أخبار مَن ذهب)وهو يؤرِّخ لأحداث سنة 820 هجرية :وفى أواخرها مالت المأذنةُ التى بنُيت على البرج الشمالى بباب زويلة بمصر من جامع المؤيد ،وكادت تسقط ، واشتد خوف الناس منها وتحوَّلوا من حواليها ،فأمر السلطان بنقضها فنقضت بالرفق إلى أن أمِنوا شرَّها ..فقال ابن حجر العسقلانى :
لجامع مولانـــــــا المؤيِّـدِ رونـــقٌ ****منارتُـه بالحسنِ تزهو وبالزيـــــن

تقول وقد مالت عن القصد أمهلوا ***** فليس على جسمى أضرَّ من العين

فغضب الشيخ بدر الدين العينى ، وظنَّ أن ابن حجر يعرِّض به ،فاستعان بالنواجى الأبرص ،فنظم له بيتين معرضاً بابن حجر ونسبهما العينى لنفسه ..يقول البيتان :

منارةٌ كعروسِ الحسن إذ جليت وهدمها بقضـاءِ الله والقــــدر
قالوا أُصيبت بعين قلتُ ذا غلط ما أوجب الهدم إلا خسَّة الحجر

الأربعاء، 14 ديسمبر 2016

جحا و الرجل الفقير

3:17 م
ذهب رجل الى جحا وقال له :
إنى اعيش مع زوجتى وامى وحماتى وستة أطفال فى حجرة واحدة فماذا افعل لتتحسن حياتى قال له جحا : اشترى حماراً واجعله يعيش معكم فى نفس الغرفة وتعال بعد يومين فجاءه الرجل بعد يومين وقال له : الحال يسوء يا جحا فقال له جحا : اشترى خروفاً واجعله معكم فى الغرفة وتعال بعد يومين فجاءه الرجل بعد يومين وقال له : الحال يزداد سوءا يا جحا فقال جحا : اشترى دجاجاً واجعله معكم فى الغرفة وتعال بعد يومين فجاءه الرجل بعد يومين وقال له : لقد أوشكت على الانتحار فقال له جحا : اذهب للسوق وببِع حمارك وتعال بعد يومين فجاءه الرجل بعد يومين وقال له : الحال تحسن قليلا فقال له جحا : اذهب للسوق وبِع الخروف وتعال بعد يومين فجاءه الرجل بعد يومين وقال له : الحال أفضل كثيرا فقال له جحا : اذهب للسوق وبِع الدجاج وتعال بعد يومين فجاءه الرجل بعد يومين وقال له : لقد أصبحت فى أفضل حال وهكذا تدار كل الأزمات فى الوطن العربى يتم اختلاق مشكله جديده ثم يتم التفاوض عليها ..


واحمدوا الله انكم رجعتوا للحال القديمة

من نوادر الشعراء

3:10 م
طلب الشاعر ابن الرومي من صديق له أن يهديه ثوباً، فوعده به، ولكنه أبطأ في إنجاز وعده فقال يعاتبه:
جُعِلتُ فداك، لم أسألـــ *** كَ ذاك الثوب للكفــــــن

سألتكَــهُ لألبســـــــه *** وروحي بــعد فــي البـدن 


الشافعي......والعاشق......

روي ياقوت الحموي فقال: بلغني أن رجلا جاء الشافعي برقعة فيها:


ســل المفتــي المكـي مـن آل هاشـم***إذا اشتـد وجد بالفتى ماذا يصنع؟

فكتب الشافعي تحته...


يــداوي هــواه ثــم يكتـــم وجـــده***ويصبــر فـــي كــل الأمـور ويخضـــع

فأخذها صاحبها ثم ذهب بها ثم جاءه وقد كتب تحت بيته هذا البيت:


فكيف يداوي والهوى قاتل الفتى***وفـــي كـــل يـــوم غصــــة يتجـــرع

فكتب الشافعي :


فإن هو لـم يصبــر علــى مـــا اصابــه***فليــس لــه شيـئ سوى الموت انفع

***********
الشاعر المصري الإمام العبد، اشتهر بسرعة خاطره ولباقة نكاته.

وكان له صديق يدعى الشعر اسمه محمود يمازحه أحيانا ويبالغ في المزاح حتى حدود الوقاحة أحيانا.

في إحدى السهرات العائلية قال هذا للشاعر الإمام العبد: 

كلما رأيتك تذكرت قصيدة المتنبي والبيت الرائع فيها:


لا تشتر العبد إلا والعصا معه *** إن العبيد لأنجاس مناكيد 

اجاب الشاعر...لكن هذا البيت في القصيدة عينها اشد روعة وهو: 


ما كنت احسبني أحيا الى زمن *** يسيئني فيه كلب وهو محمود

من نوادر أشعب

3:09 م

قيل لأشعب الطماع: لقد لقيت التابعين وكثيراً من الصحابة، فهل رويت مع علو سنك حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: نعم، حدثني عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خلتان لا تجتمعان في مؤمن. قيل: وما هما؟ قال: نسيت واحدةً، ونسي عكرمة الأخرى.

وقيل له: كم كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر؟ قال: ثلاثمائة وثلاثة عشر رطلاً.
وهذا كما قيل لطفيلي: كم اثنين في اثنين؟ قال: أربعة أرغفة.
وسألته صديقة له خاتماً وقالت له: أذكرك به. قال: اذكري أنك سألتني فمنعتك.
وساوم بقوس بندق، فقال صاحبها: بدينار، فقال: والله لو كنت إذا رميت بها طائراً وقع مشوياً بين رغيفين ما اشتريتها بدينار.
وأهدى رجل من ولد عامر بن لؤي إلى إسماعيل الأعرج فالوذجة وأشعب حاضر فقال: كل يا أشعب، فأكل منها، فقال له: كيف تراها؟ قال: الطلاق يلزمه إن لم تكن عملت قبل أن يوحي ربك إلى النحل، أي ليس فيها حلاوة.

وبأشعب هذا يضرب المثل في الطمع. قال الشاعر:

إني لأعجب من مطالك أعجب ... من طول تردادي إليك وتكذب
وتقول لي تأتي وتحلف كاذباً ... فأجيء من طمعٍ إليك وأذهب
فإذا اجتمعت أنا وأنت بمجلسٍ ... قالوا مسيلمة وهذا أشعب
وقيل له: أرأيت أطمع منك؟ قال: نعم كلبة آل أبي فلان، رأت شخصاً يمضغ علكاً، فتبعته فرسخاً تظن أنه يرمي لها بشيء من الخبز.
ومر أشعب برجل يعمل طبقاً من الخيزران؛ فقال له: أريد أن تزيد فيه طوقاً أو طوقين. قال: فما فائدتك؟ قال: لعل أحداً من أشراف المدينة يهدي لنا فيه شيئاً.
وكان أشعب يعشق امرأة بالمدينة ويتحدث فيها حتى عرف بها، فقال لها جاراتها: لو سألته شيئاً؟ فأتاها يوماً فقالت: إن جاراتي يقلن ما يصلك بشيء. فخرج عنها ولم يقربها شهرين. ثم أتاها فأخرجت له قدحاً فيه ماء، فقالت له: اشرب هذا للفزع! فقال: بل أنت اشربيه للطمع، ومضى فلم يعد إليها.

وأشعب هذا: هو أشعب بن جبير مولى عبد الله بن الزبير، وكان أحلى الناس مفاكهةً.

قال الزبير بن بكار: أهل المدينة يقولون: تغير كل شيء من الدنيا إلا ملح أشعب، وخبز أبي الغيث، ومشية برة. وكان أبو الغيث يعالج الخبز بالمدينة؛ وبرة بنت سعد بن الأسود؛ وكانت من أجمل النساء وأحسنهن مشية.

وكان أشعب قد نشأ في حجر عائشة بنت عثمان بن عفان رضي الله عنه مع أبي الزناد. قال أشعب: فلم يزل يعلو وأسفل حتى بلغنا الغاية.

قال: وأسلمته عائشة إلى من يعلمه البز؛ فسألته بعد سنة أين بلغت؟ قال: نصف العمل وبقي نصفه، قالت له: كيف؟ قال: تعلمت النشر وبقي الطي.

وكان أشعب أطيب الناس غناء، وأكثرهم ملحاً، ونسك في آخر عمره ومات على ذلك رحمه الله تعالى. وكان يوم قتل عثمان غلاماً يسقي الماء وبقي إلى خلافة المهدي.

وخرج سالم بن عبد الله متنزهاً إلى ناحية من نواحي المدينة ومعه أهله وحرمه، فبلغ أشعب الخبر، فوافاهم يريد التطفيل؛ فصادف الباب مغلقاً، فتسور الحائط عليهم. فقال له سالم: ويلك يا أشعب! معي بناتي وحرمي! فقال له أشعب: لقد علمت ما لنا في بناتك من حق، وإنك لتعلم ما نريد. فضحك منه وأمر له بطعام أكله وحمل منه إلى منزله.
وكان يقول: ما أحسست قط بجار لي يطبخ قدراً إلا غسلت الغضار، وكسرت الخبز، وانتظرته يحمل إلي قدره.

نوادر الشعراء

2:42 م
دخل شاعر على رجل بخيل فامتقع وجه البخيل وظهر عليه القلق والاضطراب وظن ان الشاعر سيأكل من طعامه في ذلك اليوم والا فانه سيهجوه . غير ان الشاعر انتبه الى ما أصاب الرجل فترفق بحاله ولم يطعم من طعامه .. ومضى عنه وهو يقول :
تغير اذ دخلت عليه حتى *** فطنت .. فقلت في عرض المقال

علي اليوم نذر من صيام *** فأشرق وجهه مثل الهلال

* ومنه ان ابن العميد علم ان قاضيا افطر خطأ في اول رمضان .. وصام خطأ ايضا في اول ايام عيد الفطر .. فقال فيه :
يا قاضيا .. بات اعمى *** عن الهلال السعيد

افطرت في رمضان *** وصمت في يوم عيد

*  قال البحتري وهو يمدح الخليفة ويهنئه بشهر الصوم وبعيد الفطر:
بالبر صمت وانت افضل صائم *** وبسنة الله الرضية تفطر

فانعم بيوم الفطر عيدا .. انه *** يوم اغر على الزمان مُشهر

* وقال ابن عبدربه في هجاء بخيل :
لا يفطر الناس من اكله *** لكنه صوم لمن افطرا

في وجهه من لؤمه شاهد *** يكفي به الشاهد ان يخبرا

لم يعرف المعروف أفعاله*** قط كما لم ينكر المنكرا

* ومنه قول احد الشعراء الظرفاء ممن يولعون بالطعام والشراب ولكن رمضان يمنعه منهما .. فراح ينتظر هلال شوال بفارغ الصبر :
قل لشهر الصيام انحلت جسمي *** ان ميقاتنا طلوع الهلال

اجهد الآن كل جهدك فينا *** سنرى ما يكون في شوال!


قال الحريري..
بنــي استقـم فالعـود تنمـــــي عروقـه***قويمـــا ويغشـــاه إذا مـــا التــوى التوى

ولا تطـع الحــــرص المــــذل وكـــــن فتـــى ***إذا التهبــت أحشــــاؤه بالطــــوى طـــوى 

وعـــاص الهـوى المـردي فكــم مــن محلــق**إلـى النجم لمـا أطاع الهوى هـــوى 

وأسعـــف ذوي القربــى فيقبـــح أن يـرى***علـــى مــن إلــى الحــر اللبـاب انضوى ضوى

وحافـــظ علــــــى مــــن لا يخــــون إذا نبــــا***زمـــان ومــن يـرعــى إذا مــا النــوى نــوى

وان تقتـــدر فاصفـــح فـلا خيــر فـي امرئ***إذا اعتلقت أظفـــاره بالشـــوى شـــوى

وإيـاك والشكــوى فلــم تــر ذا نهـــى***شكا بل أخو الجهل الذي ما ارعوى عوى


ذكر محمد بن أحمد الترمذي قال‏:‏ كنت عند الزجاج أعزيه بأمه وعنده الخلق من الرؤساء 

والكتاب إذ أقبل ابن الجصاص فدخل ضاحكاً وهو يقول‏:‏ 
الحمد لله قد سرني والله يا أبا إسحاق ...

فدهش الزجاج ومن حضر وقيل له‏:‏ يا هذا كيف سرك ما غمه وغمنا .....

فقال‏:‏ ويحك بلغني أنه هو الذي مات فلما صح عندي أنها هي التي ماتت سرني ذلك‏.‏ 
فضحك الناس جميعاً‏.‏